اترك بصمة .. اترك اثرآ

البصمة .. اترك اثر

كل ثانية يرحل مولود او طفل او شاب او فتاة او امرأة او رجل, رحيل الى دار الاخرة هو محطة الرحيل لكل البشر لكل المخلوقات لكل الكون, ليس هناك أي استثناء لاي احد, الجميع يعرف هذا الكلام جيدآ واكثر الا انه ينكر بتمسكه بالحياة الدنيا بالتغافل عن تذكر الاخرة, ويعطي هذا الحال مسميات متعددة, وكأن الهروب من هذا الحال او الحديث عنه سيزيد من اعماره زمن, الأهم هنا ان يكون حاله دائما مع الله بالذكر المستمر وبتذكر احواله مع الله واحوال الاخرة.

ما نوع بصمتك

لكل منا بصمته والتي يتميز بها للتعرف عليه من غيره من البشر، الصمة التي يحملها اصبعك او عينيك مما يعني انك تتميز بحمل بصمة تختلف تماما عما يحمله الاخرين وهكذا فان كل البشر يحملون بصمات مختلفة متنوعه ومتعددة في اشكالها, لكن هل تعرف ان لصوتك بصمة مختلفة؟ هل تعلم ان سلوكك له بصمة تميزك عن غيرك؟ صوتك صورتك هيئتك طريقة ارتدائك الملابس تعطيك بصمة مختلفة, حتي طريقة المشي تميزها الاعين لتعطي لكل شخصية بصمه يمكنك ان تتعرف على من يمشي امامك فقط من خلال طريقة مشيه.

انت هنا يجب ان تسأل نفسك ما هي البصمة التي تريدها ان تبقي لزمن مع من خلفك في الدنيا؟ هل تريدهم ان يدعوا لك او عليك؟ هل ستسعد بمن ينتظر ان يلقاك امام الله ليأخذ منك حقوقه؟ زوجتك اولادك اخوتك اخواتك امك ابيك جيرانك؟ اصدقائك؟ هل ستخبر الله ان هذا اسلوبي وانا حر؟ هل ستخبره بان ابنتك التي كانت تدعوا عليك او زوجتك او صديقك او جيرانك لم يتحملوا اسلوبك السيء وبصمتك الملوثة بطريقة تعبيرك التي جعلتهم يدعون عليك؟

ام انك حريص كل الحرص ان تتنازل في بعض الأحيان لوجه الله حتي تبقي بعملك متصلا متواصلا بالله ولله مع كل من يعرفك من قرب او حتي من بعيد؟ هل تذكر صورة اهلك اخوتك اقاربك وانت صغير؟ الصور الجميلة صنعوها بذاكرتك فهل حرصت على ان تكون لك صورة جميله راقية في اذهان من حولك؟

ان ترك الأثر الجميل بين البشر بل ان ترك الأثر الطيب او عدمه كان سبب دخول امرأة النار في هرة حبستها؟ تخيل تدخل النار في حبس قطة او كلب او حيوان ليس له حيلة منك؟ ربما كل ما يملكه ان يأتيك في منامك ليحذرك انك ارتكبت في حقه اثم عظيم.

لا تغفل

كنت قديما العب لعبه لطيفه مع المقربين في ان يسألوني أسئلة حره حتي اتعرف على صورتي بداخلهم, اسمح لهم ان يغمسوا انوفهم في خصوصيات حياتي المعروفة للجميع حتي اتعرف على ما بداخلهم تجاهي من حب او غيره, وهذه اللعبة كانت تعلمني الكثير عن نفسي وكيف يراني من حولي.

بل ان الامر وصل الى ان يكتب كلا منا ما بداخله دون ان يكتب اسمه حتي تكون هناك حرية كامله في ابداء الرأي بمنتهي الحرية, ولازلت امتن واحمل جزيل الشكر الى كل من مر في حياتي واهداني عيوبي التي باتت امامي مجاهدا نفسي بالحرص المستمر ان اغيرها لصور اكثر قبولا وجمالا.

فالحرص والمراقبة المعتدلة لسلوكياتي تعتبر من اهم ركائز السعي الى العايش بترك اثر جميل بين خلق الله بشرآ وغيرهم.

تحاور بحب

حاور نفسك واسالها باستمرار هل انا أعيش بخلق حسن؟ من يشهد لي بذلك؟ اجعلهم يقولونها بحرية هل انا بينكم حسن الخلق؟ هل تخافونني ام تحبونني؟ هل تأنسون بوجودي ام تهربون الى مكان اخر؟ هل تجلس في البيت وكل الافراد حولك بحب وبكامل رغبتهم؟ ام انك تجبرهم على ان يكونوا بقربك ومعك؟ لا تطلب التقرب منهم ولا تلفت انتباههم لذلك لأنها أفعال تلقائية بل استمتع بها على ما هي عليه وتقرب منه بأفعالك لا بأقوالك.

تحاور بحب مع احاديث واقوال مأثورة في ان تكون من احسن الناس قولا ومن احسنهم اخلاق, تحاور مع اولادك في نماذج الحب والمحبة, علمهم ان الحب وبالحب تنال كل مالا تناله بالقوة والعنف واذي خلق الله, تعلم انت قبل ان تعلمهم تعلم انت الحب وعيش الحب وتعايش به ومعه ثم تعامل به مع الاخرين, علم زوجتك ان تكون صريحة واضحة معك لا تخفي عنك شيئآ ولكن في أسلوب مقبول تتقبله وتقبل ان تسمعه انت وهي واولادك, حاور قلبك بينك وبين الله ان يعينك على الثبات بأخلاق حسنه, الحوار الراقي بينك وبين من حولك سيكشف لك مالا تتوقعه عن نفسك.

ان تعرف عيوبك ممن حولك في الدنيا خيرآ من ان تلقي الله وهم يقفون لك على باب الجبنة يرفضون دخولك الا ان يقتصوا منك.

نصيبك سيصيبك

هل اعمل طيلة حياتي من اجل اطعامهم وسقياهم وسترهم وتعليمهم ويأتون يوم الحساب ليحاسبونني؟ نعم المفتاح هو حسن الخلق, والله خيرآ حاكم بينكم الا ان حسن الخلق يذهب بكل شيء, لا احد يخلوا من سلوك يسعي ليرتقي بنفسه وكلنا كل يوم نتعلم وكلنا بشر نصيب ونخطئ فلا تذكر للأخرين اخطائهم حتي لا تجد من حولك لا يتذكرون لك الا السوء, المفتاح في يدك, كن صاحب خلق حسن وتغافل عن سوءات الاخرين ستجد الاخرين أيضا يفعلون معك نفس الشيء لا يذكرون لك الا كل خير.

اعظم ما يمكن ان تقدمه في الحياة حسن الخلق, تقدم المرتبة التي تجعلك اقرب الناس مجلس من نبيك صلي الله عليه وسلم, ترتفع بك شأن وعلو ومرتبه, ساعد الناس ساعد الحيوانات ساعد الخلق, ساعد لوجه الله ولا تنتظر اجرا من احد سوي الله.

ان العطاء هو احد مفاتيح الارتقاء السرية التي لا يعلم اسرارها الا عالم وممارس للعطاء باستمرار, فانت في الحياة لا يضيع لك عملا ولا يضيع منك عطاء خير ولا يضيع عليك عطاء سوء بكلمة او إشارة او لغة جسد او احتقار للأخرين او تقليل من شأنهم انت من يضع القوانين التي سيعاملك بها خلق الله مردودة عليك او مثاب عنها بها.

الحب هو الحياة والنعيم

ان تحب نفسك هو اعظم المطلب واعظم الأهداف, فان لم تكن تعرف كيف تحب نفسك كيف ستحب الاخرين, وان تخاف على نفسك من عقاب الله وعقاب الكون والمخلوقات من حولك, لا تظن ان ابنائك خيرا من ابناء الاخرين فتسعي لتنتقم من اى اذي او شخص يقترب من ابنائك باي صورة لا ترضيك, فيتعلم ابنائك الكذب بالاعتماد على اب لا يرعي مراقبة وقدرة الله التي تهاون بها وعاش نشر اثار سوء الخلق في كل من حوله لأجل أبنائه ليظهر امامهم الاب القوي او الام القوية التي لا تقبل ان يكون أحدا من وجهة نظرها افضل من أولادها, عافانا الله واياكم من تلك النماذج التي وللأسف الشديد انتشرت في المجتمعات انتشار الخبث وسوء الخلق وكأننا نعود الى ادراج عالم الغابة وتصرفات الحيوانات, بل, الحيوانات لها قوانين تحترمها ولا تتعدي على قوانين الاخرين, خلاف البشر.

المعروف في اهله وغير اهله

انشر الخير والمعروف في نفسك أولا ثم اهلك ثم جيرانك وكل من حولك, ما فائدة ان تكون خارج البيت صاحب اخلاق حميدة وانت في بيتك سيء الخلق, لو شاء الله لجعلك تسمع دعاء من في البيت عليك ان كنت صاحب خلق سيء, وربما سمعتهم بصوت عالي يدعون الله لك ان يسترك ويحفظك, بل سعادة الدنيا في اعينهم في كل مره تعود فيها الى البيت.

اصنع المعروف في اهله وفى غير اهله, افعل المعروف في حيوان اليف, في اولادك, في زوجتك, في جيرانك, صناعة المعروف ارتقاء وبصمة تنتظرك عند الله في مرتبة عالية, لاتخجل من ان تصنع المعروف وتستمر عليه.

أخيرآ وليس أخرا ان وجدت في كلماتي خيرآ فأسالك الدعاء, وان وجدت استفزاز بشكل معين فراجع نفسك على ميزان عقيدتك وافكارك, وراجع اراء من حولك بكامل حريتهم, راقب صوتك عصبيتك اندفاع كلماتك طريقة تنفسك واستعن بالله ان يربي اخلاقك للأفضل واساله الثبات.

نفع الله بكم

#أشرف_ك_خليفة #أزمة_وعي #تصحيح_مفاهيم_الوعي