رسالة وعى منير
رساله
يعيش الحكماء فى عالمهم الخاص من مراتب الوعى وفى داخلها تفاصيل تبهر من هم
خارج عوالمهم , اما هم , الحكماء, فهم فى فلكهم يسبحون, لايكترثون ولا يهتمون لامر
لايعنيهم, عملا وتطبيقيآ للحديث بأن من حسن اسلام المرء تركه مالايعنيه, مالى اشغل
بالى وحالى وطاقاتى بغيرى وامر غيرى لاينظر لمثواى, مايعنينى يعنينى ومايعنى غيرى
يعنيه, فلما انشغل عما لايعنى غيرى بغيرى, واترك امرآ يعنينى لابحث خلف من
لايعنيهم جل امرى.
ولاعجب ان ترى الحكيم يسثتمر طاقاته... حتى الكلام, ادركوا انه مهلك
للطاقات, وبان العراقيل التى يضعها الانسان لنفسه انما هى توابع رغباته, فكلما قلت
نواياه تجاه الاخرين, سكنت طاقاته واستقرت حيثما اراد بها ان تسكن, فان لم تسكن
طاقاتك وتعرف كيف توجهها اصبحت فريسة غيرك يوجهها حيث يشاء.
استثمر ولاتدمر طاقتك
لاشك ان ماتوصلت اليه مؤخرآ هو ان اعلى طاقة مستهلكه هى طاقة التفكير للعقل, فهى التى ابدا لاتتوقف ولا تسمح ان يستنفذ منها طاقتها, فتجدها وهى مستهلكه تستنزف طاقات الجسد لتجد منهك الطاقة فى التفكير لايتكلم كثيرآ ولايجد الكلام طاقة كى يحكى مابه, والجسد ايضا قد انهكته حيل العقل لسرقة طاقاته واصبح الجسد طريح الفراش واللسان لايتحرك وكلها تفانى الجسد كى يستمر العقل فى التفكير ولا يتوقف, فحياة العقل ظنآ منه انها تتوقف بتوقف التفكير, وقوانين الحكماء تفعل العكس, فتجد صحتهم جيده وحكمتهم بالغه وكلامهم قليل.ولذا فانه كما من السهل ان تكون فقيه, كما اوضح العلماء بان تبليغك لحديث او آية فقه وان نقلك بعد حفظك لاية او حديث فقه, فان من البيان ايضآ ان تسلك مسالك الحكماء فى حياتك حتى لو كان بسلوك فردى احادى فهو درب من الحكمة, ولا عجب ان يحثنا التشريع بخير العمل ادومه وان قل, تدبرها بهدوء لتعى حقآ حقيقة المتعه فى قليل عمل دائم وان صغر, خيرآ من كثير اعمال كبيرة متباعده.
فصبرآ جميل
صبر الانبياء, تحدث عنه المستنيرون واعطوا عليه نماذج واسئلة وتفسيرات
وتحليلات وربما تناسوا او نسوا انه صبرآ جهزهم الله لهم, وهو خلاف ماتعودوه
العامه,ولم يكن الصبر بينهم سواءً, كما لم يكن الابتلاء ايضا بالتساوى, فكلا يسر
لما خلق له,فمن رأى الله اعلى مراتبه, هانت عليه الدنيا وما فيها لادراكه بان
الدنيا ادنى مراتب الوصول الى الله,فلو كانت للدنيا قيمة ماتساوت عند الله بجناح
بعوضه بل اقل,وربنا سبحانه خيرنا بين الصبر على ما جبرنا عليه وبين ماهو متاح كمثال
اختلاف الزوجين مثلا فجعل الحل بايديهم, فقرارهم بحكما من اهله وحكما من اهلها ممن
يرضون دينهم ولمسو فيهم نية الصلح النقى بقوله تعالى ان ارادوا اصلاحآ,من كانت
غايته الله وهويتك روحانية ورأي الله فى كل زواياه وكانت ثقته
بمحبة الله متجليه انار الله له دروبه وجعل الحكمة تسيل بين حروفه
ومن رأى ان محبة
الله ورضاه اعلي المراتب هانت الدنيا وما فيها عليه, وكان كل مادون الله
بعين اليقين والبصيرة زائل لامحاله علما وفعلا.
واما الفراق بالاتفاق وكلا الطرفين يرغب فى
فراق ,ومع التفريق محبة من كلا الطرفين غير جليه
او من احدهما مع جهل اخراج النور من قلبه والمحبه كى تتوهج جليه.فبامر الحكم الذى ارتضوه
سويا يكون التفريق ,
ثمرة التقبل
وكل ماتتقبله ثمارة آتية لامحاله, فمن تتقبل زوجآ له كارهه وفضلت رضى ربها واراحت فؤادها هدى الله لها زوجها او اسكنها فسيح جناته وجعل البصيرة والهدى لها بل وعلى قول بعض العلماء انها لاتجبر بل تخير على غيره فى اعالى الجنان, فليس من عدل الله ان تكره وتغصب على العيش معه فى دنيا ابتغاء مرضات الله فيعاقبها الله بصحبته كرها وجبرآ بل لها الخيار بحول الله فهو الكريم فى دنيانا واخرانا.
فتقبل ولا تتقلب
فى قبولك مابين الرضى والرفض, وبعدها سياتي الاستغناء منه وحينها تكون
للمجبور الخيرية بين ان يكمل ان ينفصل.
الرساله التى تحمل بيانآ بعدم التعلق وبأن التخلى بعده التحلى وبعدها استحقاق
الولاء, استحقاق المحبه واستحقاق يطفىء بريق روعته كل نيران اكتظت واشتدت فى يوما
ما.
الرساله محيط الذات هو الاولى وهو
الاشمل وهو الاكثر نورا واشعاعا لكل من احاط بمحيط ذاتى.
وياتي بعدها بهجة
الذات واتساع الدائره, صبرا بعلم وحكما بعدل واستحقاقا بحكمه واستمتاعا بروعه محيط الذات كل مايعنيني انا وذاتي وفقط بهجة الذات عندما تعى من هى وتتخلص من كل العوالق والعوائق وتستمتع بالحياة ببهجه وجمال.
تعليقات
إرسال تعليق