نسخ ولصق وموت الموهبه


النسخ .. القص واللصق

ليس عيبآ ان نتجول بين انواع الفكر والعقول, كما التنزه فى حقول المعرفة بين الحضارات والعصور, كذلك النيل من زهور المعرفة من كل بستان زهرة وزهور, ولا يعيبنا ان نستريح فى قسط من التأمل والتفكر والراحة فى احدى اركان تلك الاروجة والبساتين, الا انه ان كان هناك خطأ فهو ان ننسى انفسنا فى تلك البساتين ونتخذ منها بيوتآ جديدة متناسين هويتنا لدرجة ان ننسى الطريق الى اوطان عقولنا وافكارها التى انطلقنا منها,كما انه لن يتميز فى حقلة الا من قرأ وتعرف على من سبقه أو عاصره او حتى عاصر من قد عاصرة فى مجالة , ذلك كى يطور من نفسه ويضع اسس قوية لكنوز ربما تكون نقطة انطلاقها لاحقا من خلاله هولا علوم غيره .. مكلا لا ناقلا لعلوم وافكار الاخرين .. ولكن, ان يتقيد بمنهج لا يمثله هو او ان يتبنى فكر ومنهج لغيره, او ان يسير وفق حدود وضوابط منهجية وضعها له عقل اخر.؟ وقد وضعها ذك العقل .. بما يتوافق مع عقله وفكرة ونفسه ..؟ فى نفس الوقت الذى تمتلك انت فيه موهبة الاضافة والتعديل,هنا الاشكالية. فالكون والعالم ليس فى حاجة الى نسخ متكرره, فهو ملىء باصناف وشكال متنوعه فى كل زمان ومكان,

وكما ان الله سبحانه وتعالى قد خلقنا جميعنا رغم الاعداد الغير متناهية بقدرته وعظمته سبحانه, الا انه سبحانه لم يخلق منا نسخ متكرره. خلقنا بانفرادية وتميز. لكل منا بصمته .. نسخته .. روحه التى لاتشبه احد .. ولايوجد لها مثيل سبحان الله, ثم نأتى نحن وبرغبتنا وكامل قوانا لنجعل من انفسنا نسخ متكرره, فنجد من اختار ان يكون نسخة للعالم الفلانى او الشيخ او الراهب او الكاهن الفلانى, ونحن فى غنى عن كل ذلك, فان اردت الحكمة .. ليكن لك ذلك .. ونعم أؤيد فكرة ان تتعلم من الاخرون ترتوى من انهاراهم, نبحث فى علومهم نتناقلها دون انكار لفضلهم ربما لمن هم فى حاجه لمعرفتها, ولكن لاتنسى ان تكن انت انت, 

حتى وان تعلمت على يد معلم أوعالم أوشيخ أوراهب, ولكن يبقى السؤال.... أين نسختك الجديده..؟ اين انت..؟ ماذا اضاف لك ذلك المعلم..؟ ماذا اضفت انت لنفسك..؟ لاننكر المصدر .. كما لاننكر فضل الاخرون بلا شك, ولست بمروج لفكرة انكار الجميل مثلا او انكار فضل المعلم, انما هى فكرة ان تبحث انت دائمآ ..عنك.. عن قلمك .. فكرك ... تميزك... ابداعك... اضافتك, وتثريها دومآ من خلال تحدياتك مع نفسك ومع الاخرون.


دائرة ودوائر .. اعرف ذاتك

الفكره تشبة الى حدآ كبير كمن يتجول فى سوق من داخل سوق من داخل مجموعة اسواق من داخل سوق مركزى كبير وبالتالى فان ادراك ذاك المتجول داخل تلك الشبكة لن يكون على الحد المطلوب لكى يرتفع وعيه الا اذا .. بدأ فعلا فى الخروج حتى لو كان خروجه بالادراك فقط ان يخرج من كل سوق الى ودائرته الى دائرة اكبر فاكبر وهكذا اما فى حال لم يدرك او وجد راحته فى استقراره هكذا او قرر ان يرفع من ادراكه ووعيه فانه فى كل لحظة ترتفع فيها رأسة الى دائرة اعلى فان اداركه يرتفع اكثر فاكثر حتى يصل الى حكيم تلك الدائرة التى ارتفع عنها ومن ثم اذا واصل تقدمه فانه يرتفع عن حكيم الدائرة التى تليها ولكن هناك شروط وضوابط لينال تلك المنزلة هو ينوى ويسعى ويتقدم فيرتفع ويعلو بشكل ايجابى 

المهم هو ان تكون له نية قوية واصرار وعزيمة ويستمر فى مجاهدة نفسه حتى يصل الى مبتغاه, وليس بالضرورة ان يكون سعية لمنافسة حتى لو كانت شريفة, فافضل طرق التحدى للتميزهى تحدى الذات, والتى من شأنها رفع معنوياته بنفسه والبحث والتعلم الذاتى المستمر وفق معايير تساعده على انجاز مهامه بالشكل الذى يرضى طموحه ويصل به الى تحقيق اهدافه.

مسيرة ووتيرة

من جيل الى جيل يترقب الجميع منقذآ او معبرآ او حكيمآ يأتى بخلاف ما اعتادة الجميع, يترقبه فقط اصحاب الوعى العالى والفكر المستنير او حتى من هم على الدرب, الى ان يأتى ذلك اليوم الذى يذيع فيه سيط ذلك المحدث بصوت نبراته تختلف وعيآ ونغمآ واحساس, وكانه يلقى بمعزوفته الجديده على مسامع البشرية بالحان لم يعهدوها من قبل ولم يسمعو عنها, ويقال عنه محدث مستنير حكيم او حتى لو قيل عنه مجنون.. فهو المجنون لان بينه وبين اصحاب الوعى المنخفض جنون – سواتر وخفايا لا يرونها بوعيهم الحالى.

ويعتبر كل عالم وحكيم يرى ببصيرته مالايراه مجتمعه ومن حوله .. يعتبر مجنونا , فلونقبنا على مر العصر لوجدنا قمة التميز والابداع مع من يجمع بنى قومه او كثرة منهم على انه مجنون , ثم ... تتلاشى تلك الغشاوة من على اعينهم ليجدو انفسهم امام معجزة بشرية حقيقة ملموسة تتحدث بالمنطق والعقل والروح والبصيرة .. فيتبعها من تبع وعيه ويضل عنها ويأبى كل متكبر ورافض للاعتراف بجهله او بجزء من جهله.

من هنا وجب علينا ان نتابع كل جديد بعين الوعى .. نقرأ نفهم نستوعب نقف مكان الاخر من رايه ونتبناه لحظيآ كى نرتقى الى درجته او نتفهم وجهة نظرة, ومن المعهود بين الناس ان الاختلاف له ردات فعل تناسب كل قوم ووعيهم, فعلى حسب نماذج قياسية للوعى, فان الوعى الجمعى يحكم الغالبية لتنقاد مع اول ناقد بصوت عال بل وتنسى هويتها الاصليه من باب الدفاع بجاهلة عن رئيها.

ومحصلة ما ذكر بهذا المقال .. هو اننا بحاجة ان نكون مستمعين جيدون .. مفكرون جيدون .. نبتبنى راى الاخر ولو للحظة .. كى نعطيه الفرصة والحجة ليعبر بحرية عن رأية ... ثم .... نعطى نعبر نتكلم نضيف .. ولا ننساق خلف رأية ... ونصل به الى حد التقديس .


التقديس الاعمى

نعم هو بتقديس اعمى .. وليس بتقليد اعمى .. فمثلا اذا بحثت خلف من يعطيك التعاليم بان تكون حرآ طليقآ لك رئيك وتعبيرك ومنهجهك وحريتك وابداعك, ثم يأتيك بطلاسم عجيبة من تصميمة ليقول لك ... خذها قاعدة .. وافعل كذا وكذا ... فمن اين اذا انا حر وطليق ومبدع وفنان وفريد من نوعى ومن اين تعطيى المنهج مى يكون قاعدة..؟ فنجد انفسنا نعيد من جديد فلسفات قديمة فى برمجة العقول والاخرين دون ان نشعر, ونعود لنتسائل فما السبيل اذا الى الابداع والتميز الفردى, فانت نموذجا لا يتكرر منفرد بنوعه وذاته.. بل يصل الامر الى ان يتكرر التقديس الاعمى حتى دون ان نسمح لاى بشر ان ينقض قديسنا ومعلمنا .. وهنا قمة الكارثة, فحينما ينجح القديس فى اقناعه تلاميذة وطلابة بانه لايخطىء فرضآ ولا يحق لاحد ان ينقضه بحرية فرضآ, نكون قد وقعنا مجددآ فى شباك من يفرض علينا ان لا نكون نموذج منفرد ومعبر متميز ومبدع.

نحن بحاجة الى ان نعطى للروح فسحتها, ولا ننقد ولا نبحث عن ناقد, ولا ننفى ولا نؤيد, حيادية نتعلم منها كيف نكون ... نسخة لا تتكرر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اترك بصمة .. اترك اثرآ

إعرف نسختك

البصيرة فى سطور