إعرف نسختك
إعرف نسختك
الطبعة الأولى؟
هل صدرت طبعتك
الأولى.؟
فما هي طبعتك
الحالية.؟
عوارض وموانع
النقد والتصحيح
مرجعك وسندك
الخلاصة
السلوك وطبعاته
آن الأوان
الطبعة الأولى؟
نسمع ونقرأ عن اصدار لكتاب ما، وإصدار طبعته الأولى، ثم يتبعها الكاتب
بطبعه ثانيه فثالثه فرابعه فمنقحه، وهكذا، وباستمرار، هناك اجتهاد وتجديد ومتابعه
من قبل الكاتب وكلما حصل وعى في محصلة علومه وادراكه سعى جاهدا الى ان يظهر ذلك في
طبعته التالية.
من المعروف عند من يهتم بالقراءة كما انه بالبديهة معروف لكل كاتب
ومثقف وقارئ ومتابع للكتب، ما يسمى بإصدار لكتاب جديد من خلال طبعه أولى.. وهي
التي تحمل المعاني من خلال رسالة قديمة او حديثة الولادة للكاتب، من خلال فكرة، او
منهج، او أحد فروع العلوم، أو تبيان ما يريد طرحه من مادة مطبوعة للجمهور المهتم
بهذا النوع من الطرح.
هل صدرت طبعتك
الأولى.؟
نحن نعيش في تطور لوعينا وادراكنا بكل الأنواع، وبشكل مستمر والذي
يستحق منا الاهتمام والرعاية الكاملة، كذلك الامر لكل كتاب وكاتب بأن له منهج وسلوك
وبيان وفهرس مرشدآ لما بداخله، وبالتالي فإننا يجب ان نحرص على صدور طبعاتنا ونهتم
بها, سواء في اعيننا أو اعين من حولنا، وكما ان للطبعات فواصل فاصلة تجعل لكل طبعه
بصمتها المختلفة... فنحن كذلك لنا فواصل زمنية او تجارب تفصل بشكل او باخر تطورنا
من مرحلة عن الأخرى، وكمثال لمعايشة التطور وبعض التعديلات والاختلافات فإن هناك
من يعيش: -
Ø تعديل الطرح، وما يشتمل عليه من فكر ومعنى وترتيب
وتحديد وتوجيه وتركيز.
Ø عدد الصفحات، وحجم ولون الصفحات ومحتواها وما
يشتمل عليه بما يناسب الطرح بالطبعة الحالية وتعديل للطبعة المقبلة.
Ø الإضافة، إضافة تفاصيل توضيحية لباب معين او فكره
او منهج او تقنية بما يخدم رقى وتقدم النسخة المطروحة بين يدي المهتمون.
Ø التخلي، الغاء جزء من طرح مسبق وربما الغاء ما تم
طرحه أصلا من منهج سابق، وتأصيل وتوضيح ما تم تحديثه، وربما يتبرأ الكاتب او
الناسخ من مسيرة فكرية معينه أو مرحلة عاشها بأدق التفاصيل كانت تحمل فكرآ أصبح
غريبآ في زمنه الحالي، وبالتالي تغيير أفكار هذه المرحلة بالكامل والتي كانت سابقآ
حياة يعيشها لزمن ووقت معين داخل ظروف معينه، الاعتراف بالخطأ والصواب وتبيانه لا
يعيب الكاتب ولا الطبعة وانما الاستمرار عليها مع العلم بها هو قمة الظلم لنفسه
ولمن حوله.
فما هي طبعتك
الحالية.؟
إقراء نسختك الحالية من خلال ردود أفعالك، سلوكك تجاه من حولك، شاهد
وراقب وقارن واستمتع بالمشاهدة.
نعطى بعض امثله للتوضيح...
· نسخة تحمل كره لشخص ما، طبعتها تحسنت إلى أن وصلت
للتوازن بالوسيلة التي يراها تناسبه.
· نسخة لا تجيد تعامل الزوجة والتعبير عن المشاعر,
طبعتها الجديدة تعلمت تلك الفنون, وتحولت الى علياء الرومانسية في التعامل, وداخل
حدود ما احل له الله, كمعاملة زوجته وأهله, ولان المعنى الاشمل للرومانسية لا يعنى
الزوجة, بل هو معنى شامل في التعامل بمشاعر راقية الحفاظ على حس رق مشاعر واحترام
احاسيس الزوجة والتي تصل أحيانا ان تغار الزوجة من بنتها على الزوج لحسن رقته ورقى
تعامله معها برقى ورومانسية حميدة.
نحن في حاجة ماسة لإجادة القراءة، نتعلم نجتهد في فنون القراءة كي
نتمكن من نسج كتاباتنا بفنون تحمل بصماتنا لا بصمات غيرنا، ناسخة من داخلنا من
روحنا لا من خارج محيط روحنا، ولن يحدث ذلك واغلبنا وللأسف الشديد لم يفكر ان يتعلم
كيف يقرأ طبعته ونسخته فضلا عن ان يتعلم كيف يكتب، بل ان الغالبية العظمى لم تتعلم
ولا تعرف كيف تمسك بالقلم، ويتضح ذلك من أحوال ما نحن عليه، الا من رحم ربى.
الا اننا نجد الجميع يجيد النسخ، بطبيعة الفطرة، منذ ولادته، ثم ينقسم
بين الناسخون الى احدى الفرق: -
Ø ناسخ يكرر ما نسخه.
Ø ناسخ يصطدم بواقع يجبره على التصحيح/التغيير.
Ø ناسخ يعدل فيما نسخه مع الرجوع باستمرار لأصل
النسخ
Ø ناسخ يكرر يراقب ما نسخه ليصنع نسخة طبق الأصل من
المنسوخ منه.
Ø ناسخ يكرر يتعلم يراقب يعدل ليتميز عن النسخة
الناسخ منها
Ø ناسخ يكرر يتعلم يراقب يعدل ليتميز عمن حوله من
ناسخون
Ø رافض للنسخ، يسعى للتعلم الهدف منه ان يخلق نسخته
الخاصة به دون مرجع او سند
Ø رافض للنسخ، سعيه للتعلم كي يخلق نسخته الخاصة به
من خلال المرجع والسند.
ومن هنا نجد انه من خلال مساحة وعى الناسخ والمنسوخ وبيئة النسخ يتحدد
الكثير من المعالم المحيطة به.
لابد ان يجد ويجتهد وبشكل مستمر دون توقف كل من عرف نفسه وتعرف على
تميزه وانه نسخه لا تتكرر ولا يجب ان تكون نسخة لاحد منفردة بتفرد وضعه الخالق
فيها في واقع وعوالم وحياة يتوقع منه فيها المزيد من الابداعات والعطاء الدائم
دوام أنفاسه في الحياة.
عوارض وموانع
لا شك في انه تأتى عوارض وموانع من اطراف مقربة لنا خصوصا في بادئ
حياتنا ونعومة اظفارنا كالوالدين او القائمين على تربيتنا بدافع الحب والخوف علينا
والذى يحركهم داخل دائرة وعيهم بحيث يضيقون المجال على اغلب الظن كي لا يتسع مجال
وعينا عنهم, وذلك يشبه الصدام الذى يحدث بين مرحلة المراهقة والنضج للمحيطين بهم,
ومع تفهم الأعلى وعيا يحدث الاحتواء والذى ليس بالضرورة يكون لصالح الوالدين لأنه في
زمننا اصبح وللأسف الشديد الغالبية العظمى للمراهقين هم من يحتون والديهم وذلك لأسباب
لا يتسع المجال للخوض في تفاصيلها.
كما من تلك العوارض تسلط الاخوة الكبار على الصغار، أولاد العم او
الخال من الأقارب على ذويهم الأصغر اعمارا، والتي مع وعى الكبار من اهليهم يفترض
ان تكون الحلول أكثر سهولة.
ويعتبر من اهم تلك العوارض تسلط أحد الزوجين على الاخر والوقوف في طريق
مستقبله مثلا والحيلولة دون ان يصل رحمه بالشكل الذي يراه الاخر مناسب، او مساعدة أحدهم
المادية لأهلة.
كلها وغيرها الكثير والكثير من نسخ لمطبوعات قديمة جدا تحمل بداخلها
صفحات من سلوكيات تناسب ازمنة قديمة ولت وغابت عن شموس الكون الا انهم يحتفظون
بتلك المطبوعات ويأبون دون تحديثها وتعديل طبعاتها حتى لو كان لصالح الأجيال القادمة
فضلا عن صالحهم أنفسهم.
النقد والتصحيح
ليتم اعتماد المطبوع من كتاب او مرجع او بحث او ما شابه, لابد للنسخة
ان تمر بالمرجع او السند الذى يجعل منها مطبوع ليس بعشوائي, بل لمرجع وسند والذى
يجعل للمطبوع ثقل وثقه بين جمهور المهتمين,
كذلك طبعتنا يجب ان يكون لها تصحيح وسند ومرجع كي يتم عليها القياس من
نسخه الى أخرى لتكون الطبعة التالية ذات معنى وفائدة ونفع لنا وللمهتمين من حولنا.
مرجعك وسندك
هو المصحح الذى ستتبنى ما فيه من فكر كي يعمل بشكل تلقائي وانت تكتب
طبعتك الحالية ويذكرك بالتعديلات المستمرة, ممكن ان يكون منهج عبادة او فلسفة او
منطقية تفكير او حتى كما هي المراحل الأولى مع البشر من ناسخ ومنسوخ ممن يقومون
على امر تربيتنا ورعايتنا ( الوالدين او احدهما على سبيل المثال لا الحصر).
ولا يقتصر دور المرجع والسند على حدود معينه من داخله فحتى المرجع
والسند يمكنك التعديل فيه من خلال ما تمر به من تجارب وارتقاء وتطور لأفكارك ووعيك
وادراكك بالحياة عامة وبحياتك بشكل خاص وبالتالي ((( فحتى الثوابت من مرجع وسند
قابل للتعديل ))).
يعيش الكثير من البشر داخل صندوق – انا صاحب مبدأ - انا لا اغير مبادئي لأجل احد – الى اخره من
أفكار مشابهه مغلقة ومغلفة بنسخه منسوخه ترفض التعديل .... وهى النوعية من البشر
التي تراها وتغيب عنها بالسنوات لتعود لتجدها مكانها لم تتحرك شبرآ واحدآ.
فكيف لهم ان يعرفوا يوما ما معنى لوجودهم بالحياة.؟
الخلاصة
لك نسخه خاصه بك, بصمة خاصة لك, مطبوع يصدر لك كل عام شئت ام ابيت,
ولكن مفهوم العام هنا ليس بالعام الزمنى الذى يمكنك ان تحصيه بالشهور والأيام.
لا يعنينا هنا ان نهتم بتفاصيل أخرى, لك مطبوع يصدر عنك بشكل مستمر,
هل تراقبه, هل تهتم به, هل تنتبه له أصلا.؟ وتهتم به وبالتعديل المستمر لما جاء
فيه.؟
ان كانت الإجابة ب نعم فانت على درب الكاتب المرتقى بفكرة وسلوكه
وطبعاته.
مطور مراقب متابع معالج معدل مبتكر مبدع
وان كانت ب لا, فلا تزال هناك الفرصة متاحه, وباب الترقي مفتوح متاح,
اطلق نوايا الحب لنفسك تجاه نفسك وابدأ بنفسك وما يعنيها, ثم لاحقا ما يعنى
الاخرون من نسخ بداخلك.
اجعل نواياك تسبقك, عقيدتك منهجك, الهك دليلك, وحاول وكرر المحاولات
حتي تجد روحك تتناغم بالتفاؤل والسعادة والراحة.
السلوك وطبعاته
ü في طبعتك الأولى وانت في الصفوف الابتدائية كانت
لك طبعه خاصة بك مدون فيها خوف من الحشرات كمثال، فهل عدلت منها لاحقا في طبعتك
التالية.؟
ü في طبعتك الدراسية، هل عدلت فيها لتجتهد أكثر
وتهتم أكثر.؟ هل وضعت لنفسك تقييم مستمر.؟ وراجعت مرجعك وسندك الذي ترجع اليه في
تصحيح مسار طبعتك الحالية؟
ü في طبعتك الخاصة بالإرشاد الحياتي للتعامل مع والديك،
هل تتابعها لتحسن ما فيها من اعوجاج تراقب تعدل تنقح تعدل تراقب تعدل؟
ü طبعة التربية للأولاد تطوير الطرق في التربية والتي
تناسب تطور عقول وذكاء الأجيال الحالية والتي تليها، فلو أردنا ان نطور من حياتنا
وطبيعتها وجب علينا أولا ان نطور من طبعتنا الحالية في مجلدات التربية التي نحتفظ
بها في عقولنا وداخل أنفسنا حتى نتمكن من مسايرة الاحداث والتطورات بشتى أنواعها من
حولنا.
آن الأوان
ان
نتعلم كيف نقرأ النسخ من حولنا، أن نجيد القراءة، ان نتفهم جيدآ انه لن يكون تطور
للجيل القادم دون ان يفه الجيل الحالي ان مفاتيح ارتقاء القادم بين أيدينا ان
فهمنا المعنى الحقيقي لوجودنا سويآ، ليس لإمرة أحدنا على الاخر قدر ان نتكاتف
ونعمل سويآ جاهدين في نشر الارقى والاحدث والأكثر نفعا من النسخ المتاحة حتى تكون نموذجا
يخدم الطبعة القادمة لكلا منا حتى تكون طبعة الجيل الحالي ..... الأفضل مرجعآ
وسند.
كتبه
د اشرف كامل خليفة
17/11/2018
جده, السعودية
تعليقات
إرسال تعليق