وهم الزمن الجميل
الزمن .. الجميل؟
النفس والهوى
النفس البشرية أتت من ظلمة وهذه الظلمة تحتاج الى فنارة نور .. ضوء
يرشدها الى الخروج من عتمة الظلام, وبالتالي فانها تحن وباستمرار الى الظلمة
والظلام حتى وان كانت تعيش داخل كوكبة من نور.
ذلك يفسر ميل الانسان الى حب الوحدة والاختلاء بنفسه, كما يحب البكاء
احيانآ وبدون اى تفسير واضح او حتى وجود ما يستدعى البكاء.
مما يعنى ان النفس دائمآ تهوى وتبحث وتطلب وتتمنى ..ما ليس في حوزتها,
وبالتالي انها دائمآ تجرى وتدور في فلك ما لم تمتلكه بالوقت الراهن, حتى وان كان
يوما بين يديها وتغير الحال ولم يعد كما كان, فانها تعتبره مفقود وتبحث عن وبشده
اكثر من غيره.
التعايش السلمى
ان ما لم يفهمه الكثير من الناس هو ان حالة الرضى التي ينادى بها
الكثيرون, وتنادى بها الأديان هي الحاله التي تبدأ بمرحلة .. التعايش السلمى .. ما
بينك وبين النعم ما بينك وبين الحياة ما بينك وبين نفسك, فليس الامر بالهين حينما
يقول احدهم .. الحمد لله .. وهو يشتعل من داخله ويشعر انه مجبور على قولها .. تلك هي
طبيعة النفس وليس عيبا ان يحدث ذلك, فبالرغم من كثرة المتفلسفين بما يسمى السلام
الداخلى والشعور بالامتنان وما شابه الان انهم هم انفسهم في لحظات صدق يعترفون
بوجود تلك المشاعر والنيران داخل انفسهم لانهم وببساطة مجرد .. بشر .. فمن تجرد من
صفات البشر يحق له حينها ان يقول انه ارتقى فعليا الى درجات غير البشر وان السلام
بداخله نور ينتشر منه الى كائن الأرض, وذلك لم يحدث مع اى بشر طبيعى فضلا حتى عن الأنبياء.
التحدي الذاتي
الوقوف على طبيعتنا ك بشر, ومعرفة الرسالة الحقيقية من وجودنا على الأرض
ومن حكمة خلق الله للكون والبشر بل وباقى الاكوان, انما هي درجات ارتقاء وعلم
ووعى يسعى الانسان بنفسه اليها او يفضل ان
يقف مكانه ولا يطلب علما او حتى ان يتعرف على نفسه وذاته, ان اعظم تحدى واجهته
البشريه هو تحدى النفس .. نعم تحدى النفس, بل ويصل الامر الى ان اعظم جهاد هو جهاد
النفس, كما ذكره سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, مما يعنى وببساطة ان رحلة اى
انسان يريد المعرفة يريد ان يعيش ويتعرف على أنواع رسالات البشر .. (( فهناك من
يعيش لرسالة سماوية واخر يعيش لرسالة شيطانية وكلا حسب ما يعتقد ويرى )) .. الامر
الذى تجد العقول في تفاوت والوعى أيضا في تفاوت بين الناس بل وحتى بين الأجيال والشعوب
على مر العصور.
حقيقة لا نعترف
بها
ربما تتغير الأجساد والاشكال والألوان والاحجام واللهجات واللغات والطقوس
والعصور ولكن تبقى الانفس أنواع ودرجات محدده ومعلومه, من عرفها عرف مبتغاها ومن
عرف مبتغاها بوعى وتعلم واجتهد على ان يرتقى بوعيه ليصل الى عمق معانيها, ارتقى
واختلف تماما عن محيط غيره بل وتغير على محيط نفسه التي بين جنبيه.
لا شك انه لا فرق بين اهل زمان واهل الان واهل غدآ الا بالتقوى والعمل
الصالح
لا شك ان ما صنع هذا الفرق لو كان الفارق للاسوأ فان السبب الرئيسى
فيه هو جهل أصحاب تلك النفوس بما يدور حولهم من برمجيات لعقولهم حولتهم الى مسخ
تعمل ولا تفهم تدور في فلك الخادم حتى لو ظنت انها اسياد, فاشلين في تربيتهم
لاولادهم حتى لو ظنوا أولادهم اتقياء, فقراء النفس والعقول حتى لو ظنوا انفسهم
علماء اثرياء حكماء.
ان الفارق الحقيقي هو بين من يعلم ويعمل بما يعلم, ومن لا يعلم سواء
عمل او لم يعمل.
وفى لقاء اخر نكمل الحديث ..
اشرف كامل خليفه
تعليقات
إرسال تعليق