نمو العاطفة

من المسؤول عن عاطفتي

منذ ان تبدأ نعومة اظفر الطفل, يشاركه كل من حوله في تبادل طاقات الحب والابتسامة والضحك واللعب والمرح, وهو ربما يتساءل من داخله من هؤلاء ولما انا هنا وما هي نهاية ما انا فيه, هل سيكون جسدي يوما ما مثلهم ام انني سأظل هكذا, بل ان هذا السؤال أصلا لا يخطر بباله انه سيكبر يوما ما مثل تلك العمالقة من حوله.
تلك امي وذاك ابي, امي غالب الوقت تلاحقني لا ادري لما, تلاحقني بابتسامتها بمراقبتها, لما لا تتركني العب بحريتي؟ وربما كل ما اقتربت من ملابسهم أحاول ارتدائها مثلهم يضحكون بصوت عال ولا يتركوني اجرب, لا يدركون انني ابحث عن عالمي واكتشفه بنفسي, وانه مهما كانت نصائحهم غاليه انا أساسا لا افهم ما يقولون الا لو جربت, ممكن تتركوني شويه اجرب؟
مشروب خاص امام ابي غير مسموح لي ان اجربه, ولم اكتشف ان كان يناسبني او لا الا عندما اختليت بنفسي وجربته, اععععععععععع انه لاذع جدا ولم اتحمل طعمه لكنني أحاول ان اعبر عن وجودي وأريد ان اجربه مرات حتي لو كان بدون ان يروني, ساجرب وربنا يستر
وابي يدخن وممنوع اقترب وامي تشرب الشيشه ويمنعوني ان اجرب مثلهم, ربما يوما ما ابي ديمقراطي سيتركني اجرب, ظهر في الاسره من خلال وعي الصغير يقولون اخوك اختك, ولم اعد اعرف من الذي ساستمع وانصت لكلامه واطيعه ابي امي اخوتي اخواتي.
اصبح العدد في تزايد من يمنعون ويعطون تصريحات العب الهو افعل ما شئت, يا الهي ظهرمن يقول انا عمو انا عمتو انا خالو انا خالتو انا جدو انا تيته, المسألة أصبحت معقدة جدا ولكن ذكائي لا يزال يتحمل ويقبل المزيد الا انهم يتسارعون الى حملي واللعب معي وارضائي.
انها فرصتي كي اطلب كما احب وأريد ولن اطيع احد بعينه طالما ان هناك اخرون يلبون لي كل طلباتي, انها حقا لعبه ممتعه, ي الهي اخر الليل تنفرد بي امي وتراجع معي ما سبق خلال النهار وتكرر اوامرها ولا اجد من ينقذني منها, حسنآ بيننا نهار وسنري من المتحكم الاقوي, اسمع صوت ابي بالجوار قريب فاتباكي حتي ياتيني مسرعا ويلبي لي ما اريد حتي في مواعيد النوم يتركني بحريتي, لقد ربحت وفهمت اللعبه بحق.

أصول اللعبة

هكذا ومن خلال هذا النموذج الذي تكون تحولت الي احتراف التطبيق والحصول على ما اريد كما انني لا تنسوا انني ولدت بذكاء يفوق والدي وكل من حولي فمن المفترض انكم الكبار وتعرفون اكثر مني اليس كذلك؟
بعد تكرار التجارب والمحاولات والتجارب نضجت الى ان تملكني الشعور انني نضجت ولي خصوصياتي وشخصيتي المستقلة, ما تسمونه بمرحلة المراهقة, وهي المرحلة التي تنضج فيها وتظهر معالم وتضاريس غريبه بالجسد والعقل والفكر, الفتاة تتلمس جسد وكانه ليس لها ولكن الحقيقة انها لها, حتي وان انزعج من حولها من طريقة استكشافها لتلك الملامح, فان كنتي قريبة من امك فالامر ربما يكون يسير وسهل للتعبير وحرية الكلام والسؤال, المراهق يريد من يعلمه ويخبره عن تلك التغييرات التي يشعر بها والا بحث عنها بالفضول وما ادراك ما الفضول, فهناك مئات المواقع التي تنتظر وصول المراهق الى اعتابها لتغذيه كما تحب وتريد, فمع رغبة المراهق والمراهقه سيكون الربح الوفير من المال وستكون الأفكار حيثما يريدون وكما يرغبون وحسب توجههم, تلتفت الام من وقت الى اخر وكانها تراقب الابن او البنت مما يشعر المراهق بذلك فيحول مكره وذكائه الى خبث كي يفعل مايريده دون علم من يراقبونه.



التقييد والتأييد

لابد وان يتفهم الوالدين ان هذه الشخصية التي تنبت معهم بالبيت لابد وان يأتي لها يوما تريد منكم مراقبة بتأييد وحرية بتقييد. ما معني ذلك.؟ ان تراقب دون ان يشعر بك المراهق تراقب بحب ولا تراقب بحرص, مراقبة الحب بها سماحه وبراح وتشوق ومتعه, اما المراقبة بالحرص فهي المراقبة التي تصحبها المشاعر المباشرة وعلى حسب مشاعر المراقب تكون ردود الأفعال, بالوالد العصبي لن يتهاون او يسامح المراهق ان يخطيء ويعيد المرة تلو الأخرى وهو يعلمه ويصبر عليه, وهكذا فان المراقبة بحب هي الأصل ومعها صلاح المتربي ودلالة نضوج ووعي المراقب من الوالدين وتلك هي المراقبة بالتأييد.
ولا يخدعنكم من يقول ان الحرية المطلقة هي الأصل في حرية الانسان, فانت لست مخير في ايمانك باسلوبك وطريقتك فان امنت بحريتك فانت مقيد الحرية في ان تصلي بكيفية معينه ومقيد ان تحب النساء بتقييد معين وعلى ذلك كل اركان دينك, اذا فمعني الحرية للمراهق هو الحرية المقيده مع مراقبة الحب ولذلك فان الحرية التي يبحث عنها المراهق حسب ما ينتشر من وعي في عصره ليست مطلقة بل لابد ان تكون تلك الحرية مراقبة بحب ومقيده بالود والتودد والعقلانية, وتمر الأيام حتي يثبت للمراهق يوما ما ان والديه الواعيان كانتا محقان في كل أسلوب وطريقة اتبعاها مع أولادهم بالتربية.

الجيل الناضج

لا شك ان بمصاحبة المراهق وإعطاء كل ما يشعره ان حريته المطلقة المحدوده يراها وكانه صاحب الامر والنهي في كل شؤون حياته مع توافر العلم والنصيحة والإرشاد, تلك هي بعض خصائص جيل ناضج تربي على طلاقة التعبير وحرية ويعرف معني التأييد ومعني الحب شعورا قبل ان يكون تعبيرآ.
المشاعر التي يبحث عنها المراهق هي مشاعر التعبير وليست مشاعر القلب والخوف المستمر عليه وكانه لايزال طفلا مدللا, ناقششه حاوره تحدث معه واستمع اليه جيدآ, علمه كيف يناقش كيف يجادل كيف يحترم الاخر كيف لا ينتصر لنفسه اولفكره ولكن ينتصر للحق, تعاون معه على تبني الأفكار البناءة وهو من سيساعدك ان تفهم شخصية الولد او البنت التاليه لتلك المرحلة ومنها نكون كوالدين اكتسبنا الخبرات الكافية التي منها تعلمنا وبها نعلم الاخرين.
وكما يعلم الكثيرون ان الغالبيه العظمي من أصحاب العلم والفضل في علاج أطفال التربية الخاصة كانوا في الأصل اباء وامهات لتلك الحقبة من الأطفال فالتجارب خلقت منهم مبدعون حقا في التربية وتعليم أجيال متتاليه فنون وابداعات التعامل مع هؤلاء الأطفال.

انها مفاتيح صبر كل من تعامل معها مأجور باذن الله فلنجعلها اجر وصحه وعافيه واستمتاع باجيال تبني المستقبل الذي يوفر لنا قبلهم مستقبلا الراحة والنعيم #أزمة_وعي #تصحيح_مفاهيم_الوعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اترك بصمة .. اترك اثرآ

إعرف نسختك

البصيرة فى سطور