وعى الفكر

يظل الحديث عن الفكر, وعى الفكر, العقل, التفكير, وصناعة الفكرة, كيف تعيش الفكرة كيف تولد كيف تنمو كيف تطغو وتسيطر علي صاحبها, كيف تتحكم بعقله وقراراته وتجبره على المسير فى خطى غالبا لايدرك غير الواعى الا بعد فوات الاوان انه سلك طريقآ لم يكن ابدآ من الصواب ان يسلكه اوحتى يمر به.

فلو اردنا ان نصوغ عناوين هذا الطرح لوجدنا عناوين متعدد وعميقة, ربما لا يعرف عن تفاصيلها سوى الباحث وال متخصص فى هذا المجال, الا اننا هنا نخاطب وبشكل عام اطروحات عميقة تخص هذا الامر.

هل للفكر وعى.؟

اذا طبقنا الشروط اللازمة لوجود الادراك والوعى, فننا سنجدها تنطبق وبكامل الدقة والتوافق على الفكرة بان الفكر لديه وعى حقيقى واقعى, الفكرة تملك مسارات تملك قرارات تسيطر وتفرض تغير اتجاهات بل وتغلب فى كثير من الاحيان المنطق, فانت تعلم جيدآ انها من صناعتك وبداخلك لكنك بدون علم وفهم لطبيعتها وخطوط سيرها لن تتمكن من غلبتها بل وكثيرآ من يعانون الضعف امام الفكرة وسيرها.

عتاب

اذا فالنتيجة ان الفكرة لديها وعى وادراك وحس, تعرف متى تنطلق متى تجبر متى تفرض ومتى تسيطر, تعرف الى اى مدى ترهقك ومتى للنوم تتركك, وربما ازهقت روح صاحبها باكتمال عوامل وضغوط نفسيه اخرى وتمكن من مراقبة انفاسة الاخيرة فى الحياة, وودعته على حزن وراقبته الى مصيرة الاخر حيثما ذهب, لتعاتبه لاحقآ, كيف ضعفت وانت بيتى ورب عقلى ومؤسس مساراتى وتوجهاتى, انا صناعتك انت , انت وفقط, ولكن فات الاوان.

التقدير المسبق

مع تكرار الحاح الفكرة والتفكير, وتكرار المواقف والتجارب, مع ثبات البرمجيات العقليه, تعيد التجارب القرارات وبالتالى النتائج يعيدوا انفسهم الى ساحة حياتك الافتراضية, طالما انك لم تقرر يومآ ان تسلك طريق العلم والتعلم, والبحث عن حلول مفادها ان تتحول انت للقائد الذى يجيد التقدير المسبق ( نسبيآ ) لما قد تفعله وتحيط بك عواقب حرية وعى الفكر.

إستيقظ لزمام امورك

لما فضل الله الانسان عن باقى المخلوقات, اختصها بخصال وخصائص تناسب رسالتها بالحياة, كذلك الانسان, ولكن اذا قرر بكامل ارادته ان يترك مالدية من نعم وهبات تموج وتروح مع الامواج, فاذا رحلت بعيدآ ولمم يعد لديك المقدرة على التحكم بها, سرعان ما يعاتب الزمن والاخرين وكانهم هم من وضعوا فكره بقارب وقذفوا به بعيدآ, على عكس الحقيقة صديقى, انت من ترك الزمام للفكر ووعيه, حتى تحول القط الاليف الى نمر متمرد, ويبقى الامل فيك انت لتستيقظ وتصحح امور زمام نفسك.

د. اشرف كامل خليفة